چکیده
|
بِمَا أنَّ لِکُلِ فَنٍّ واسطهٍ فإنَّ واسطهَ الشعرِ هیَّ الصورهُ, ومنها الصورهُ الفنیهُ ویکادُ یکونُ مصطلحُ الصورهُ الفنیهُ أفضلَ أداهٍ لمقاربهِ النصَ الشعری والنفاذَ إلی عالمِ الشاعرِ والانفتاحَ علی فضاءاتهِ، واعتقدّ أنَّ دراسهَ الصورهُ الفنیهُ خیرُ وسیلهٍ لدخولِ محرابَ الشعرِ, کما تعتبرُ إدراکً لحقائقِ الأشیاءِ التی أرادها الشاعرُ وإبراز للقیمِ الروحیهِ والفنیهِ والمعنویهِ, ومنَّ المعاییرِ التی یحُکمْ مِنْ خلالهِا علی مقدرهِ الشاعرِ وأصالهَ تجربتهِ علی تشکیلِ نسقٍ یحققُ المتعهَ, ویعدُّ الشاعر السید جعفرُ الحلیِّ واحدٌ مِنْ شعراءِ القرنِ التاسعِ عشر البارزین, وأحد شعراءُ العراقِ العلویین الذینَ تمیزَ شعرهمْ بغناهُ فی الجوانبِ الفنیهِ، لذا کانَ مِنْ إنصافِ الشاعرِ أنْ نولی شعرهُ بشیءٍ مِنَّ العنایهِ والإحاطهِ بتلکَ الصور والانعکاسات التی فی شعرهِ, ومِنْ مقتضیاتِ هذا البحثُ ومِنْ خلالِ المنهجِ الوصفیّ التحلیلیّ, دراسه الصورهُ الفنیهُ فی نصوصِ دیوانهِ الموسوم ( سِحْرُ بابلٍ وسجعُ البلابلِ) ومحاولهُ کشفِ مواطنِ جمالَ الصورهِ فی شعرهِ، وإبرازَ الصورُ الفنیهُ وتحلیلها وبیانَ توظیفُ الشاعرُ لها مع الکشفُ عن أبرزُ جمالیاتها الفنیهُ التی اکتسبتها مِنْ خلالِ استخدامَ الشاعرُ للصورهِ البیانیهِ والصورهَ الحقیقیهِ والصورهَ بحسبِ حجمها والتی منحتها التأثیرُ فی المتلقی. وتشیرُ نتائجُ البحثِ إلی أنَّ الشاعرَ اعتمدَ فی صورهِ الشعریهِ علی مصادرٍ متعددهٍ وأولها الطبیعهُ بنوعیها المتحرکُ والصامتُ فأکثرَ تشبیهاتُ الحواجبَ والنظراتَ والعیونَ کانتْ بالسهامِ والنبالِ والأقواسِ, بالإضافهِ إلی التشبیهِ بالسحابِ والشمسِ والبدرِ، وکذلک نجدُ الألوانَ فی صورهِ التی لها أثرٌ فی تقریبِ وإیضاحِ الصورهَ, فاعتمدَ علی اللونِ الأحمرِ والأبیضِ والأسودِ، فی کثیرٍ مِنْ قصائدهِ, ومنها وصفهُ لجمالِ شعرُ المرأهِ الأسودِ کاللیلِ وبیاضَ أسنانها ونصاعتها بالشمسِ والنهارِ ، وصورَ الشبابَ والمشیبَ باللیلِ والنهارِ, وتجسدَ بالشدّهِ والقوهِ المتمثلهِ بالرمحِ والسیفِ فکنی عنهُما بالسمرِ والبیضِ، وجاءتْ الصورهُ فی قصائدهِ المدحیهِ یحیطُها جوَ صفاءَ الفکرِ والحبِ والرفاهیهِ والشوقِ وابتعادهُ عن الحزنِ والألمِ ( فی الأغلبِ) فالشاعرُ یحاولُ أنْ یتقربَ إلی الممدوحِ لهذا نجدهُ یبالغُ فی مدحهِ ویحاولُ إظهارهُ بصورهٍ تقربهُ مِنَّ المثالیهِ مِنْ أجلِ أنْ یکسبَ رضا الممدوحِ. أما المراثی فهنالکَ تباینٌ ففی المراثی الحسینیهِ, وجدنا القوهَ والقساوهَ والحدّهَ, بینما مراثیهِ الأخری تظهرُ بأقلِ حدّهٍ فنلاحظُ فیها یکثرُ حزنهُ وتحسرهُ علی المرثیِّ بإظهارِ خِصالهِ وصفاتهِ فیتجسدُ شعورٌ لدی المتلقی بحزنهِ علی فقدهِ وافتقادهِ لهُ, أمّا مراثیهُ الحسینیهُ فکثرَ فیها السلاحُ وغلبَ علیها الطابعُ الدموی لانَّ المرثی قُتِلَ فی ساحهِ المعرکهِ, ولأنَّ الواقعهُ آلمتْ الشاعرَ فأحزنتهُ وأغضبتهُ فأعطاهُ ذلکَ دافعاً قویاً إلی رثائهِمْ، وذِکْرُ مشاهدَ ما جری فی ساحهِ الحربِ وما فیها.
|