أدب الاستنهاض الثّوری هُو الأدب الّذی یُشارک الشُعوب المضطهده مآسِیهم وهُمَوهم المصیریه, ویقف فی وجِه العدوان سواء یکون داخلیاً کالاستبداد وخارجیاً کـ الإستعمار الغربی أو الاحتلال الصهیونی, ویسعی لإثاره الجماهیر ضد الطُغاه بِهدفِ الإطاحهِ بِهم, وَتحَریر البلاد من جورهِم وفسادِهم, فهو یستنهضُ الهمم ویُثیر العزائم بِهدفِ احقاقِ الحُقوق واستردادها, وفی العصرِ الحدیث نظَراً لِما تَمر به الأمهُ العُربیهُ والشُعوب الإسلامیهُ من هجماتٍ صهیونیهٍ وَغزواتٍ أمریکیهٍ غربیهٍ, فإن الشعر العربی لمَ یَسْتَطع أنْ یَقِفَ علی الحیادِ, وَدَخَلَ إلی ساحهِ النِّضالِ وانحازَ العدیدُ مِنَ الشُعراء فی مخُتَلفِ اقطارِ البلدان لإسلامیهِ إلی صفِ المقاومهِ, فأنشدوا الکثیرَ مِن الأدبِ الاستنهاضی الثَّوری بِهدفِ الإطاحهِ بالطغاهِ الأجانبِ والعتاه المستبدین, وکانَ الشاعرانِ جَواد الحَطَّاب وسُلافه الحَجاوی مِن أبرزِ الشُعراء علی الساحهِ العَربیهِ فی العراقِ وفلسطین, الذین ناهَضا القُوی الجَائره وَدَعَیا إلی الثَّورهِ واستنهاض الهممِ وأثارا العَزائِم لاجتثاثِ دابرِ الإحتلال الصهیونی والأمریکی, تَسعَی هذهِ الرسالهُ مِن خِلال الأعتماد علی المنهجِ الوصفی التَحلیلِی, وَبِطریقهِ الموازنهِ إلی دراسهِ قَضیهِ الاستنهاض الثَّوری لَدَی الشاعِرین, وَبیانِ أبرزِ محاورها مَعَ الکشفِ عنِ أبرزِ جمالیاتِها الفَنیهِ الَّتی مَنَحتَها التاثیر, تشیر نتائج البحث علی أن الشاعِرین اشترکا فی العدیدِ مِن النُقاط,کما أنَّهما اختلفا فی بعضِها؛ إذ نَری أنَّ الشَّاعرهَ سُلافه الحَجَّاوی قَدْ خَصَصت شِعرها للقضیهِ الفلسطینیهِ ومجابهه الإحتلال الصهیونی, فی حین أنَّ الشاعرَ تَناولَ قَضیه الإحتلال الأمریکی وَدَعی إلی مقارعهِ الأمریکان, وَبِذلِک فهُما یخَتلفانِ فی مجالِ المقاومه, إلاَّ أنهَّما اشترکا فی محاورِ الاستنهاض, فَشعرهما مُفعَم بقضایا الإشاده بالشهداء والأبطال، والتَندیدِ بالغزاهِ وَتَعریهِ جرائمَهم البشعه, والتحریضِ علی الکفاحِ المُسَلح وبَث الأمل فی نفوسِ الشّعوب المُحتله. ویُلاحِظ أنَّ الشاعرین أکثرا من الفنون البلاغیه بهدف مَنحِ شِعرهما الاستنهاضی الطاقهَ التاثیریهَ واستعانا بالرموزِ التراثیهِ والتّناصِ بِهدفِ رَبطِ الأمهِ بماضیها المجید .
