مصطفی کمالجو

ما زال موضوع الفقر لفت انتباه کثیر من کبار علماء الإسلام وعلماء الغرب؛ لما له من تأثیر فاعل على کافة نواحى الحیاة فی المجتمع. إن المسلمین وإن قاموا بنشاطات شتی لإحتواء هذا المعضل المعقد، لکن الباحث یعتقد أن هذا المشکلة لا تنمحى إلا بمراجعة النصوص الأصلیة للشریعة وإتخاذ برامجة مدروسة. ومن العلماء الذین إعتنوا بموضوع الفقر بدیع الزمان سعید النورسی. الدراسة الراهنة والتی تعتبر دراسة مکتبیة و مستندة، ترمی إلی مناقشة جوانب موضوع الفقر و کیفیة إزالته، مستعیناً برسائل النور. وقد تمت ذلک علی منهج توصیفی _ تحلیلی و تتطلع إلی معالجة الفقر بدقة. نتائج البحث تشیر إلی أن النورسی یهتم اهتماماً بالغاً بهذا الأمر ویقترح حلّین للقضاء علی الفقر؛ الحل العام والحل الجزئى. فی اعتقاده مصدر الفقر، الجهل وهجوم الثقافة الغربیة المنحطة التی تمثلت فی قالب الحداثة، وهو یقترح تجفیف هذا المصدر کأول حلّ. أما الحلّ الثانی الذی یقترحه الامام النورسی فهو أداء الزکاة وغیرها من الواجبات المالیة. یعتقد النورسی أن إیتاء الزکاة تلعب دوراً اساسیاً فی إزالة مشکلة الفقر و مکافحتها کما تسهم الصدقات وتحریم الربا ونحو ذلک مساهمة کبیرة فی إزالة آثار الفقر. النقطة المتمیزة فی أفکار النورسی والتی تجعل فکره متجلیاً بین أفکار العلماء هو نوع نظره إلی مسألة الفقر فی المجتمع الإسلامی. هو یعترف بوجود مسألة الفقر فی العالم الإسلامی ولکنه لایراه سبب الخجل والخمول والیأس. ویعتقد أن الفهم الصحیح لمسألة الفقر یعطی المسلمین حافزاً کافیاً فی إزالته ویتغلبون علیه فی مستقبل غیر بعید. فالنورسی برأیه هذا یعتقد؛ أن الفقر یکون فرصة کبیرة للتنمیة ولایراه یشکل تهدیداً.