تُعدّ المفارقه من أهمّ الأسس الجمالیه فی الأدب العربی المعاصر عموماً وفی الشعر العربی المعاصر علی وجه أخصّ بحیث تناول الأدباء والکتّاب والشعراء هذه التقانه بطرائق متنوّعه، تسمح لهم بالدخول إلی عالم النص الأدبی، وتؤدّی مجموعه کبیره من الوظائف التی تختلف مستویاتها من نصّ إلی آخر، إذ لا یمکن إدراک طبیعه النصّ الأدبی ودلالاتها من دون فهم مصطلح المفارقه واستیعاب ردودها فتعدّدت الدراسات حول المفارقه وأنواعها وکیفیه توظیفها فی الأثر الأدبی، وبما أنّ للمفارقه أنواع لیست بقلیله إلا أنّ معظم الدراسات قد اقتصرت حول المفارقه اللغویه، وقد امتلأت نصوص محمود درویش بالمفارقات المختلفه، لاسیما المفارقه اللغویه، وله أصوات منفرده فی تاریخ الشعر العربی المعاصر، وقارئ شعره بوسعه أن یتلمس هذا التفرّد عن کلّ الأصوات الشعریه التی سبقته أو عاصرته أو جاءت بعده. فتأتی جده البحث وإبداعه أنّنا درسنا النصوص الشعریه لدرویش علی أساس المفارقه التصویریه، ووفقاً لهذا المعیار وقد تمّ اختیار "جداریته" ودُرست وفقاً للمفارقه التصویریه، کی تکون دراسه مستقله تعتبر مقوّماَ من المقوّمات الشعریه فی "جداریته" الّتی وظّفها الشاعر کعنصر فنّی لإبراز أفکاره وعواطفه، واستعمل خلالها أنواع التقنیات الحدیثه، ممّا أثارت إدهاش القارئ وتحفیزه علی تأمل النصّ وتحریک الفکر والحواس. یحاول هذا البحث التطرّق إلی موضوعات مثل مفارقه الخیال